عودة البنوك الأوروبية تحمل الكثير من التباينات


عودة البنوك الأوروبية تحمل الكثير من التباينات

إلى أين تتجه أسعار الفائدة؟ هذا هو السؤال الذي يود معظم المستثمرين في البنوك الأوروبية الإجابة عنه.

فقد استفادت البنوك التي لديها نسب أعلى من القروض ذات الفائدة المتغيرة، من ارتفاع معدلات الفائدة، ومن بينها البنوك الإيطالية والإسبانية، التي كان أداء أسعار أسهمها هو الأفضل هذا العام.

ويتجه كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا نحو خفّض أسعار الفائدة، وإن كان ذلك بوتيرة متباطئة. لذا، يجب على المستثمرين التفكير في تحويل ولائهم إلى المقرضين في المملكة المتحدة وفرنسا.

لكن ثمة مشكلة، فقد فاجأ النشاط الاقتصادي الأقوى من المتوقع، والتضخم الأكثر ثباتاً، معظم المراقبين، ما ساهم في جعل قرار المساهمين بالابتعاد عن البنوك الرابحة هذا العام، مثل بنك كايكسا الإسباني، وبنك بي بي إي آر بانكا الإيطالي، أكثر صرامة.

وفي العام الماضي، قفز صافي دخل الفوائد لدى البنكين، وهو الفارق بين ما تدفعه البنوك لأصحاب الحسابات، وما تتلقاه على القروض، بأكثر من 60 % على أساس السهم الواحد، وفقاً لما ذكره بنك يو بي إس.

ويمكن لارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول، أن يساعد هذه البنوك من خلال العائد على القروض ذات الفائدة المتغيرة.

وارتفعت أسهم بنك «بي بي إي آر» بنسبة 60 % منذ بداية العام حتى الآن، مدعومة بشائعات تقديم عروض للبنك، ويعود بعض من ذلك إلى الأمل في توزيع الفائض من رأس المال على المساهمين، من خلال عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح.

رغم ذلك، إذا كان السوق يرى إمكانية كبيرة لتحقيق أرباح لكل سهم، فإن معظم المحللين لا يرون ذلك. حيث لا تشير تقديرات صافي دخل الفوائد ولا الأرباح التشغيلية لهذين البنكين، إلى نمو يزيد على 10 %، وذلك وفقاً للبيانات المجمعة على «فيسيبيل ألفا».

وبالمثل، فإن توقعات أرباح البنوك حسب الدولة منخفضة، طبقاً لبيانات «يو بي إس». ويعد بنك يونيكريدت الإيطالي استثناء في هذا السياق، حيث عزز أرباحه لكل سهم بوتيرة مضاعفة باستخدام عمليات إعادة الشراء.

ومن المحتمل أن تتزامن توقعات الأرباح المتواضعة هذه مع توقعات انخفاض أسعار الفائدة. وإذا بدأت أسعار الفائدة في الانخفاض، فإن البنوك البريطانية والفرنسية تستحق مزيداً من الاهتمام.

حيث تميل بنوك باركليز وناتويست ولويدز، إلى التحوط من أخطار أسعار الفائدة لتقليل التقلبات المحتملة في صافي الدخل الإجمالي.

ومع انتقال هذه المراكز القديمة للتحوط، التي تمت بأسعار فائدة منخفضة، إلى مراكز ذات أسعار فائدة أعلى، فمن المفترض أن يرتفع صافي الدخل الأساسي للمساهمين في هذه البنوك.

ويتوقع المحللون ارتفاع صافي دخل الأساسي لدى بنك باركليز بنسبة 13.5 % بين عامي 2024 و2026، إلى أكثر من 14 مليار جنيه إسترليني.

كذلك، فإن البنوك الفرنسية، مثل سوسيتيه جنرال، لديها أيضاً دفاتر قروض معزولة بشكل أكبر عن انخفاض أسعار الفائدة.

ويتم تداول أسهم سوسيتيه جنرال بنحو 7 أضعاف الأرباح الآجلة، ولا تصل حتى إلى 40 % من قيمتها الدفترية الملموسة.

وبسبب عدم اهتمام المستثمرين به حالياً، تراجع سعر سهمه عن أداء القطاع بهامش كبير، لكن بحلول عام 2025، ينبغي أن تتضاعف ربحية السهم، وفقاً لبيانات «فيسبيل ألفا».

ومن المرجح أن يخفف محافظو البنوك المركزية من سياسة التشديد النقدي في العام المقبل، لذلك، سيحتاج أولئك الذين يتبنون عودة البنوك الأوروبية هذا العام إلى تعديل نهجهم وفقاً لذلك.